هجمة مرتدة!/ خالد الفاظل

خالد الفاظل (الصورة ملك للكاتب المتميز خالد الفاظل، وتم أخذ إذنه قبل نشر الصورة والتدوينة) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يروي الكاتب المتميز خالد الفاظل في تدوينته بعض المعلومات عن تاريخ كرة القدم في مدينة لعيون وملاعبها. يأتي مقال ولد الفاظل بعد أيام قليلة من تأهل نادي "مركز لعيون" للدرجة الأولى لكرة القدم لأول مرة في تاريخه بعد تغلبه على نظيره "مدينة 3" من انواكشوط. أيام الزمن الجميل؛ كنا نتسلل خلسة بين شوارع المركز الضيقة حتى لا يرانا الشرطي عمر جارا، فعندما يخاطب الواحد منا قائلا: "Ton billet" فإن القلوب حينها تبلغ الحناجر لنذوب داخل المشجعين بلمح البرق، ففي أغلب الحالات نكون في وضعية تسلل، فثمن التذكرة إن وجد نصرفه في "بلبصتيك"، ونحن ساعتها أطفال لنا قدرة هائلة على المراوغة، ومحيط الملعب كان يساعدنا حيث لا أسوار عالية تلفه، كنا ندخل حتى نرى تسديدات نجم نادي المركز آنذاك سيدي ولد جوانجة.... أيامها لم يكن يوجد وقت "بدل ضائع"، لأنه في الغالب توجد كرة واحدة إذا ضربها أحد اللاعبين بقوة قد تسقط في أحد المنازل المجاورة، كانت المباراة تتوقف تلقائيا عند غروب الشمس، لا توجد مدرجات وعشب أخضر ولا حتى أسوار، وفي فصل الخريف يتحول الملعب الكبير في لعيون إلى " تامورت" تكتظ بالضفادع، مرة سمعت من صديق لي أن الوجهاء والوالي حضروا مباراة نهائية وتم تكريم الفريق الفائز بالكأس والذي اكتشف بعد ذلك أنها عبارة عن "كراع بيفه" قدم دولاب، كانت هناك أندية كثيرة منها مثلا: المركز وخويندي نجوم الدربي، ومتيوه والأشباح والعدالة والكيص ولفاش..الخ أما نادي العرگوب الذي انتمي له، فلم يظفر بالدوري مطلقا، كنا نلعب غالبا مع جيراننا؛ كرتيت رگيبات وحي الداخلة، وغالبا ما تنتهي مبارياتنا بالتراشق بالحجارة وهي معارك جميلة وظريفة، لو أن الدولة اهتمت بكرة القدم وبالدوري المحلي خاصة، لكان بعض نجوم مدينة لعيون في ذلك الزمن؛ يزاحمون الآن ميسي ورونالدو هنالك في الأندلس.. لكن الدولة حاولت مرة أن تبني ملعبا في مدينة لعيون في حي العرگوب، لكن المقاول الذي أشرف عليه لم يكن يمتلك الروح الرياضية، فقد عمد إلى تغطية أرضيته بالحجارة الحمراء والصغيرة(گرافية)، فلم يستطع معظم اللاعبين تحمل السقوط عليها حيث كانت سيقانهم تتعرض لكدمات عنيفة، في النهاية زحفت الرمال وسقط الحائط وتحول المدرج لمزار للأطفال والرياح، واندثر الملعب بسرعة وعلى انقاضه بنيت بعض المرافق الحكومية.. أما الملعب الكبير في المركز، فقد ظل صامدا في وجه عادايات الزمن، بالرغم من أن ملامحه لم تتغير منذ أكثر من عشرين عاما.... الصورة المرفقة حديثة أخذتها من الملعب في مارس 2017.. مبروك لجماهير لعيون، تأهل نادي المركز العريق إلى الدرجة الأولى، وعلى أصدقائي من غير مدينة لعيون التحلي بالروح الرياضية، فهذه التدوينة جهوية بامتياز. هنا تامشكط، والساعة منتصف الليل و 31 دقيقة وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم