إقالة مارتينز مطلب مشروع .. لكن لنتريث فالأمر لا يبدو دائما بتلك السهولة.!

لم يكن منصفا أن نخسر أمام غينيا الاستوائية ثم نبحث عن رد الاعتبار أمام واحد من أقوى المنتخبات العربية و الافريقية ، فمنذ أسفرت القرعة عن المجموعة الثانية و منتخباتها ، كان الجميع يردد أن التعويل سيكون على مواجهات زامبيا و غينيا الاستوائية و محاولة الخروج بنقطتين من تونس ، و كانت أقصى الأمنيات أن نظهر بشكل مشرف في التصفيات المونديالية ، مثلا كان سيكون من الجيد لو نخرج كثاني المجموعة بعد تونس ، ووقتها لن نكون متذمرين لأننا نعرف مستوى المنتخب و جهد اللاعبين و الجهاز الفني و لا نطالبهم بالمستحيل ، فنحن مؤمنون جدا بمبدأ السير خطوة بخطوة لقطع مسافة الألف ميل نحو الهدف ..

لذا فإن الخسارة أمام تونس ليست سببًا مقنعا للمطالبة بإقالة مارتينز ، إنما السبب الأقرب للصواب هو أن الفرنسي لم يعد لديه ما يقدمه لمنتخب أوصله للضوء ، و هو أمر تجلى منذ فترة ، من خلال خيارات المدرب و إدارته للمباريات ، فلك أن أن تتخيل أن مارتينز لم يتمكن من صناعة منتخب بهوية ثابتة رغم وصوله لأعتاب السنة السابعة على رأس الجهاز الفني للمرابطون ..!

و لا أرى هناك من سبب يجعل الاتحاد الوطني لكرة القدم يصبر على المدرب سوى مستحقاته التي لم تدفع منذ ستة أشهر ، و في حال إقالته يتحتم كذلك دفع جميع مستحقات المدة المتبقية من عقده ، و هذا أمر تعزف عنه الحكومة و الاتحاد ويجعلهما ينظران إليه كمجارفة و عبئ لا يستطيعان تحمله في الوقت الحالي ، و هذا هو أبرز سبب لبقاء مارتينز حتى الآن مع المنتخب الوطني رغم نتائجه السيئة في تصفيات المونديال ..!

أما الحديث عن سبب آخر متمثل في الفترة القصيرة المتبقية قبل انطلاق كأس العرب و كأس أمم إفريقيا ، و كون التخلي عن المدرب لن يكون أمرًا مناسبا ، فهو عذر غير دقيق ، و لايستطيع أن يكون حجة كافية للإبقاء على مدرب ارتكب أخطاء فادحة و لم يقدم صورة توحي بإمكانية التطور ..!

و من هنا سيتوجب علينا الصبر حتى يحسم الإتحاد قراره بشأن هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها المنتخب ، و إلى ذلكم الحين سيكون على الجميع أن لا يرفع سقف طموحاته بكتيبة مارتنيز حتى لا يصاب بالخيبة ..!

و في الأخير سنظل دائما نحلم بذلك المنتخب الكبير الذي يواكب تطلعات الشعب الموريتاني ، وهو حلم مشروع بالإمكان تحقيقه إن شاء الله.

المختار اسباعي