21/09/2021
يثير المنتخب الموريتاني للسيدات مع كل ظهور له ضمن استعداداته للاستحقاقات القارية أو حتى الحديث عن حظوظه في المنافسات جدلا واسعا في معظم صفحات التواصل الاجتماعي ويتلقى الاتحاد المحلي انتقادات لاذعة .
تواجه اللاعبات العديد من العقبات في ممارسة اللعبة؛ إذ يتعرضن لتنمر شديد من رواد التواصل الاجتماعي وحتى في الشارع ؛ حيث تتم السخرية منهن علنا، الأمر الذي تختلف ردات فعله بالنسبة لهن ؛ ففي الحين الذي فضلت فيه غالبيتهن مواجهة تلك التصرفات بالصمت قرر بعضهن ترك اللعبة نتيجة لضغط المجتمع.
( ليبقى المسرح مفتوحا أمام جدلية القبول والرفض والممانعة ؛ قليلون يرون للفكرة حظا من القبول وآخرون رأوا اتكؤوا على أعرف المجتمع وتشبثوا بها مدافعين على رأيهم الرافض للفكرة و يرون أن ظهور نساء غير محتشمات يمارسن كرة القدم في موريتانيا أمر مخالف لقيم وعادات المجتمع .
وكان منتخب السيدات قد ظهر في مباراته الأولى بعد التأسيس عام 2019 أمام جيبوتي، وشكل هذا الظهور فرصة للمنتقدين للتمادي في سخريتهم بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها المنتخب على ملعبه وبين جماهيره .
لاعبات كرة القدم يقلن بأن : "الطموح والنجاح سلاحن أمام المجتمع "
عمان وهي إحدى لاعبات المنتخب الموريتاني لكرة القدم لا تخفي إصرارها حتى تحقيق طموحاتها الذاتية مع إدراكها التام للعقبات التي تقف وسط طريقها فقول : " بدأت ممارسة كرة القدم منذ سن مبكرة جدا وكنت ألعبها مع أطفال الحي وكان الجيران يجعلون مني سخرية، ويطعنون في أنوثتي ولكنني قررت المواصلة فقد كانت كرة القدم تعني لي الكثير ولم أكن مستعدة للتخلي عن حلمي.
فشكل ميلاد منتخب للسيدات نقطة مهمة في حياتي فقد كنت دائما أطمح لأن أكون لاعبة كرة قدم محترفة".
ولا تقف عمان عند هذا بل تضيف :" المنتخب الموريتاني لكرة القدم للسيدات مايزال في مرحلة البناء ولم يحقق بعد أي فوز في مسيرته حتى الآن ولكن الاتحاد المحلي للعبة يواصل عمله من أجل تكوين منتخب قادر على التنافس رغم أن بلوغ ذلك صعب في ظل عدم وجود دوري نسائي يسمح للاعبات بالدخول في أجواء تنافسية. "
وشارك المنتخب الموريتاني للسيدات منذ تأسيسه في تصفيات افريقيا بالاضافة لبطولة COTIF الدولية في اسبانيا وبطولة شمال إفريقيا ويستعد حاليا لدخول غمار تصفيات كأس أمم إفريقيا بمواجهة منتخب غينيا بيساو .
وكان المنتخب الموريتاني للسيدات قد خاض مؤخرا مباراة ودية مع فريق رجالي ؛ وهي الخطوة التي زادت من حدة المنتقدين واعتبروا ذلك تحديا من اتحاد اللعبة لقيم المجتمع وطالب البعض منهم بمنع السيدات من ممارسة كرة القدم والتأكيد على مكانهن الطبيعي حيث تصنيفات المجتمع بعيدا عن الملاعب .
